فضاء حر

لبعض مثقفينا .. لن أغرق بالتيه

يمنات
بعض مثقفينا يتحولون أحيانا إلى مشكلة وعبئ على الثقافة والسياسة معا .. ينطبق عليهم المثل “لا يعجبهم العجب” وأغنية “لا تشلوني ولا تطرحوني” ..
تنظيراتهم تثقل كواهل من هم مثلي من بسطاء الناس الذين يريدون فعل ويشاهدون نتائج دون الاضطرار إلى الغرق بتنظير طويل وعريض ليس له بداية ولا نرى له نهاية .. من ألف نظرية في العالم لا تصح إلا واحدة ، وحتى تتأكد من صحة الواحدة ربما تحتاج إلى مائة عام .. لو عملنا بنظريات بعض مثقفينا سيتوقف الزمن حائرا وسيكف عن المضي والسريان ..
عندما نغرق بالتنظير تضيع الإبرة التي نبحث عنها في ألف كومة من القش .. بادروا يا مثقفينا بالفعل وسنكون معكم وإن خضتم البحر واقتحمتم المخاطر والأهوال ، أو دعونا نبادر وقولوا خيرا ولا تزيدوا .. الإغراق بالتنظير بعيدا عن الممكن والواقع أو بعيدا عن الوقائع سفسطة لا تسمن ولا تغني من جوع ..
بعض مثقفينا لا يبادرون وإن بادرت أحجموا عن العمل وعللوا وبرروا ونكلوا بك تنكيلا .. يريدون أن تكون نسخة طبق الأصل منهم .. يريدون أولوياتك تكون هي أولوياتهم لا تنقص منها ولا تزيد .. يريدونك تحلق في الفضاء كما يفعلون بعيدا عن واقعك وظروفه وظروفك ..
سأمضي نحو الفعل والأمل ولو كنت وحيدا ولن أمضي بعدهم ولن أغرق بالتيه كما هم غارقون ..

زر الذهاب إلى الأعلى